لن يسمعونك

صالح محمد الشيحي
لن يسمعونك
يعجبني المواطن الذي قالت عكاظ إنه اتصل بشركة موردة للدجاج بعدما اكتشف أن الدجاج المثلج الذي اشتراه من أحد المتاجر بفرسان ويحمل عبارة (مذبوح بالحلال) على الغلاف البلاستيكي غير مذبوح أصلا!
أما لماذا يعجبني فذلك لأنه ما يزال متفائلاً حتى الآن؛ في وقت توقعنا فيه أن المتفائلين انقرضوا.. أعجبني لأنه كان على ثقة تامة بأن هناك من سينصفه، وهناك من يحميه، وهناك وهذا الأهم من سيعتذر له..
ويعجبني أيضاً أنه لم يتصل أصلاً بإدارة الرقابة في وزارة التجارة؛ إيمانا منه فيما يبدو بأهمية المحافظة على وقته وأعصابه.
الصحيفة تقول إن أحد موظفي الشركة (نصح) المواطن عندما اتصل بهم بالعودة إلى ذات المتجر واستلام كرتونة كاملة من الدجاج بدلاً عن "غير مذبوح".. يعني ( لملم الموضوع وبلاش تفضح نفسك من أجل دجاجة)!
وهي ورب الكعبة نصيحة تشترى بالمال.
* أنا والعياذ بالله من هذه الكلمة، لا أثق إطلاقاً بأي تجاوب.. وليس لدي ثقة على الإطلاق بأن هاتف الشكاوى فيها سيرد..
والمضحك أن أحد مسؤوليها قال قبل فترة لإحدى وسائل الإعلام إن هاتف الشكاوى تلقى خلال هذه السنة 2165 مكالمة وكلها تم التعامل معها.. ويطالب المواطنين بالتعاون معهم!
ولا أدري كيف يطالبنا سعادته بالتعاون مع إدارته؟ كيف يطالبنا بالتعاون مع هاتف لا يرد؟ كيف يطالبنا بالتعاون مع موظف لا يسمع؟ كيف يريد منا مخاطبة الذين لا يسمعون؟!
* والخلاصة: كلنا ذلك المواطن الذي اشترى الدجاج في فرسان؛ الفرق أنه ما يزال يتصرف بعقل وحكمة أكثر منا.. وإلا فما الذي بوسعنا أن نفعله في حال تعرضنا لذات الموقف باستثناء الصراخ والاحتجاج والضجيج وإرسال التهديدات بإقفال المحل؟!
ـ الجواب ببساطة: لا شيء!